*"*"*"*"*"*"*تدوينة صباحية

في كافيتيريا جامعتي،أستمتع بقهوتي،وجو يوحي بٱقتراب الربيع، انظر لوجوه البشر، اجد فيها متعة لا تفوقها متعة، ذلك الذي يبتسم لأنه انهى ما عليه ، تلك التى تحاول أن تملء فراغها النفسي بجمالها الخارجي ،وذلك الذي يتأمل في أشكال السحب، وتلك المهمومة لأنها فقدت صديقها، تلك مشاعر باتت تعبث في قلوب البشر تلهو في وجوههم، و بجانبي شابة في مقتبل عمرها، مع رفيقاتها ورجل بلحية خفيفة وشعر كثير يميل الى اللون البرتقالي، يضحكون ويضحكون، وانا غارق باوراقي التي هي وجوه البشر، لاحظت تحركات الشابة،يدها يلامس عنقها، شعور بالملل،تتساءل عما تفعل هنا،لا مكاني ليس هنا معهم، وفي وجهها ضحكة مزيفة ،مزيفة وفي أعماقها صُراخ يتجاوز المنطق ،صراخ يستنجد، شعرت برابط في تلك اللحظة واختفى مع ظهوره، وقفت قليلا عند هذا المشهد المدهش الذي إن أٙردتُ التعبير عنه فقدت كلماتي .وتلك امرأة جالسة بقفازات مطاطية، هي التي تخدم الآخرين لتحصل على رزقها ، وليس هناك من ينظر اليها الا تلك الشابة،انشغلت بالنظر للخادمة حتى لا يتسنى لها الوقت للاستماع لتكبر رفيقاتها، تكبرهم الروتيني عن نوع الهاتف والماكياج واللباس الفاشٙنْ، ولكن اولئك الذين هم في سعادتهم اخذوها غير مبالين بحزن غيرهم، يغطون فرحهم باحزان الآخرين، وقلت في نفسي بإمكاني الذهاب اليهم،سأعرف نفسي إلى الشابة ربما هي أيضا بحاجة الى فرصة لتتقمص من محادثتهم المملة،ربما أنا وسيلتها الوحيدة، بدأت ضربات قلبي تتسارع ربما الخوف او ربما كبري الذي اصطنعه..... ذاك ما لم اجد له حلا.
.