| 34 : 01 | .. بتوقيت الدجى ،تحت خرير مياه المطر العاتية ، يجلس لاري رفقة ميري .. ، تصاحبهم اكواب القهوة الدافئة وهدوء لوعة المكان ....
- قالت ميري في دهشة بلهاء :
- أتخاف الموت يا لاري .؟
- لن اجيبك عزيزتي جواب القسيس والرهبان وعلماء الفقه المسلمين ، لن ارتدي رداء الفضيلة لتمرير السؤال هزءا به .. تلك الخطابات الدينية ماوجدت سوى للهروب من المواجهة .. الانسحاب بالدين .. لانها ظواهر ميتافيزيقية تستحال الخضوع لتجارب منطقية لاقناعك الحتمي بها ، لذلك ستصدقين بسهولة او لن تصدقين قط ..
عودة الى الوراء ، نعم اخاف الموت ! لكن الامر غير مرتبط مباشرة مع الاله أو بيوم البعث بتاتا ، لن احشر تديني ها هنا كي اظهر بطوليتي المليئة بالنفاق .. إذن من المحتمل ان أخاف الموت لأني سأفتقد لذة الحياة ، لذة كل المكنونات القابعة بها .. أن اموت يعني الحسم في لا رؤية بهي العالم .. غير ان حسب المرجعيات الدينية فان ماوراء الفناء حياة أعظم وأبهى ، لكني أحتاج كمثل هذه الحياة التي تجعلني أرتمي من مطبة الى اخرى حتى أدرك قيمة الشيء الذي فقدته ، او الذي انا في صدد فقدانه ، او الذي لم أمتلكه بعد .. الحياة عبارة عن شريط تخبط وتضحية ، تدرين لذة الانتصار بعد المحاولات العديدة ، بعد الفشل ، الاكتئاب واليأس ، كلها اشياء لن نلقاها ما بعد الحياة ... الجميل في الموت هو الرجوع للاصل .. الرجوع الى الارض التي سقينا منها ، الرجوع لزرقة السماء حيث تحلق ارواحنا الا ان الجسد الذي كنا نقدسه طوال سنونا سيبلى ولن يتبقى لنا منه ذرة .. لن نكسب من الموت سوى أرواحنا وربما عقولنا ، اظن انها جزء يتجزأ من الروح ، لكني حقا سأفتقد تلك التفاصيل الصغيرة ..
مرت أيام ليست بالكثيرة على حوار الموت والحياة وبعد :
.. ماتت ميري وبقي لاري يجهش على قبرها غير مصدق بموتها قائلا : " كنت كاذبا يا ميري كنت كاذبا ، لم أكن اهاب موتي بقدر ما كنت أهاب موتك ، موت ضحكاتك البريئة ، وبريق عينيك عند رؤيتي ، عودي الي فإني أسأم الحياة من دون قربك عودي ، فإني اختزلت لذة الحياة فيك ، وبعد غربتك لن تتبقى للاخيرة لذة بل ستصير عارية من كل جمال ونبل ، ستخلد فنا قبيحا اخشى ممارسته من بعدك .. "
.. ماتت لكنها لم تمت بدواخله 💔
Tm tfa3al
😉😉
شكرا اخي
Bien dit
كلام رائع
رائع ❤❤
✌✌
Hy!