المعبد الكبير ... معبد رمسيس الثاني

in #history7 years ago

واجهه المعبد .........
واجهة المعبد المنحوتة في قلب الصخر، والتي ترتفع نحو 32 متراً ويبلغ عرضها نحو 35 متراً.
وتضم الواجهة أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني في وضع الجلوس، واضعاً يديه فوق ركبته. ويرتفع كل تمثال منها نحو 21 متراً، ويماثل في ضخامته التمثال الجرانيتي الهائل الموجود حطامه الآن في معبد «الرمسيوم» بغرب الأقصر.
وعلى كل تمثال من هذه التماثيل الأربعة، نرى خرطوشين أحدهما على صدره والثاني على ذراعه، وبداخل كل خرطوش كتب اسم الملك بالعلامات والحروف الهيروغليفية القديمة. وعلى الرأس التاجان المصريان التقليديان: التاج الأحمر «دشرت» الذي يرمز إلى الوجه البحري، والتاج الأبيض «حدجت« الذي يرمز إلى الوجه القبلي.
وعند قدمي كل تمثال من هذه التماثيل الأربعة، نرى عدة تماثيل أصغر حجماً تمثل بعضاً من أهل الملك وأعضاء أسرته ؛ مثل:
*تمثال الملكة (نفرتاري) زوجة الملك بجوار ساقه اليسرى

  • تمثال الملكة (موت تويا) أم الملك وزوجة أبيه الملك سيتي الأول بجوار ساقه اليمنى.
  • تمثال للأمير ( آمون حرخوبشف ) ابن الملك في المقدمة بين ساقيه.
    قاعة الأعمدة الكبرى ...........
    تقع قاعة الأعمدة الكبرى بعد الساحة الأمامية للمعبد وسقفها محمول على ثمانية أعمدة أمام كل منها تمثال ارتفاعه عشرة أمتار للملك (رمسيس). أما السقف فهو مُزين بنسور (عقبان) تمثل أوزوريس، والنقوش التي على الحوائط تمثل الفرعون (رمسيس) في معارك مختلفة منتصراً كالمعتاد ، ثم قدس الاقداس والذي يضم اربعه تماثيل للملك وبعض الالهه والتي تتعامد عليهم الشمس مرتين كل عام.
    معبد نفرتارى (المعبد الصغير) ...........................
    على مقربة من الجانب الشمالي لمعبد أبو سمبل الكبير شيد رمسيس الثاني معبداً أصغر حجماً تكريساً لعبادة الإلهة (حتحور) ربة الحب والجمال وحامية المرأة والأمومة، وأهداه إلى الرفيقة الجميلة (نفرتاري)... زوجته الملكية.
    وعلى الجدران الخارجية والداخلية لهذا المعبد نقرأ نصاً مكتوب بالهيروغليفية يحمل الإهداء الرقيق التالي:
    «رمسيس القوى في الحقيقة والصدق... المحبوب لديه والمفضلة عنده» والواجهة الأمامية لهذا المعبد ذات تصميم هندسي مبتكر، وبهذا المعبد أربعة تماثيل اثنان للملك رمسيس الثاني، واثنان لزوجته الملكة نفرتاري..
    وصف المعبد .....................
    واجهه المعبد ....
    تتكون واجهه المعبد من 6 تماثيل 4 للملك رمسيس بالحجم الكبير واثنان للملكه نفرتاري زوجته الملكيه بالحجم الكبير والمماثل لحجم تماثيل الملك .
    تتكون الإنشاءات الداخلية لهذا المعبد ـ وهي محفورة بأكملها في بطن الجبل ـ من قاعة رئيسية وحجرات جانبية ومحراب قدس الأقداس. وفي القاعة الرئيسية نرى ستة من الأعمدة التي يطلق عليها علماء الآثار اسم (الأعمدة الحتحورية) لأنها ذات تيجان تمثل رأس الإلهة حتحور.
    وعلى جدران القاعة نرى نقوشاً ملونة تمثل الزوجين الملكين وهما يتعبدان إلى بعض الآلهة الرئيسية.. ونقوشاً أخرى تمثلهما وهما يؤدبان الأسرى من الليبيين والنوبيين.. كما نرى نقوشاً أخرى تمثلهما وهما واقفين جوار بعض الآلهة للحصول على البركة. وفي قدس الأقداس عند آخر نقطة في عمق المعبد، نرى تمثالاً منحوتاً للإلهة حتحور في شكل بقرة تحمى الملك.
    عمليه نقل مجمع المنشآت .....................
    في أوائل الستينات وبينما كانت مصر كلها تعيش حلم بناء السد العالي وتتحدى العالم كله من اجل إتمام تحقيق هذا الحلم بل وتدفع فاتورته قبل أن يتحقق , كانت مدن النوبة وأثارها تعرف أنها ايضا ستدفع ثمنا باهظا ليس فقط أنهم سيهجرون بيوتهم وذكرياتهم وسنوات عمرهم التي ستغرقها بحيرة السد للأبد بل ايضا أن جزءا عزيزا من حضارة الأجداد سوف تبتلعه البحيرة الهادرة تحت مياهها العميقة .
    وكانت منطقة معابد أبوسمبل (معبدى رمسيس ونفرتاري ) هما درة هذا القربان الذي سيقدم للنهر الذي طالما أحب القرابين لكن معجزة حضارية حدثت أنقذت هذان المعبدان من الغرق يحكي ثروت عكاشة في كتابه ( إنسان العصر الحديث يمجد رمسيس ) قصة معبرة عن الحالة التي كانت حاضرة وقتها والتي تؤكد أننا سنفقد أبو سمبل للابد فيقول :
    في شهر نوفمبر من عام 1958زارني السفير الأمريكي يصطحبه مدير متحف المتروبوليتان بنيويورك والذي بادرني قائلا جئت اشتري معبد أو اثنين من معابد النوبة المحكوم عليها بالغرق بعد بناء السد العالي .... وسارعت بالرد عليه معاتبا كان جديرا بمتحف المترو بوليتان أن يبادر بالعون العلمي لإنقاذ هذا التراث الإنساني بدلا من التفكير في شرائه . كان هذا الحوار فيما يبدو بداية التحدي لإنقاذ معابد النوبة وعلى رأسها معبدي ابو سنبل بعدا زار عكاشة النوبة وذهب إلي أبو سمبل ليوجه بعدها نداءه لليونسكو بالقيام بدورها المنوط بها وهو إنقاذ التراث الإنساني والتي استجابت لنداء ثروت عكاشة وأطلقت حملتها العالمية لإنقاذ معابد أبي سمبل في مارس 1960. ووهي العملة التي بدأت فعليا في تنفيذ عملية الإنقاذ منذ عام 1965 وحتى عام 1968 لتتحقق معجزة النقل والتي تعتبر كما تصفها اليونسكو اكبر عملية ترميم لأثر في التاريخ .
    كانت حالة المعابد جيدة حتى عام 1959، عندما بدأ ارتفاع منسوب نهر النيل الذى كان سينتج عن بناء السد العالى وبحيرة ناصر ما كان يهددها بالغرق، ما جعل من الضرورى نقلها حفاظًا عليها من الغرق، فتوجهت الحكومة المصرية إلى طلب لمنظمة اليونسكو المهتمة بإنقاذ الأماكن الأثرية والتراثية المهددة بالخطر، وبالفعل استجابت المنظمة وأقامت مؤتمر يتعلق بإنقاذ آثار منطقة النوبة ووجهت المنظمة طلبًا لبلاد العالم أن تساعد فى ذلك المشروع الضخم.
    وقامت بنقلهما من مكانهما الأصلي إلى موقعهما الحالي بعيداً عن المياه عام 1965 بنقل المعبد إلى مكان قريب ذي منسوب عال لا تصله مياه بحيرة ناصر.
    وقد تكلف هذا العمل 50 مليون دولار أميركي شاركت في التمويل دول العالم قاطبة استغرقت عملية فك وإعادة تركيب معبد أبو سمبل قرابة 4 سنوات (1964-1968)، تحت إشراف (5) شركات عالمية. والمعبد له ثلاث صالات مختلفة وبه ثماني غرف جانبية لتخزين القرابين..، وتم إعادة المعبدين في منطقة تعلو 65 مترا عن المنسوب الأصلي الذي كان عليه المعبد، وبمسافة 200 متر بعيدا عن شاطئ النيل.
    بعد أعمال الرفع الهندسي بواسطة مهندسي اليونسكو والتصوير ومسح المنطقة وجسها، والتصوير الفوتوغرامتري، واستكمال كل أصناف التوثيق، تمت إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر أحجارهما بعضها بوزن 10-15 طناً لكل قطعة.
    ونقلت بعد ترميمها إلى مكانها الجديد، وقد تم عمل جبل صناعي فوق المعبدين لإضفاء الطابع الحقيقي لمعبد منحوت في الجبل عن طريق قبة مسلحة ضخمة من الفولاذ يتراوح قطرها ما بين 59- 65 م وارتفاعها 38 م وركبت مرة ثانية وحُقنت بدقة وكُحِّلت وانتهى ذلك العمل في 1966.
    كان لابد أن تكون عملية الإنقاذ مواكبة لروعة وقيمة المعبدين كما يقول المعماري حمدي ألسطوحي صاحب فكرة و منسق حملة أبو سمبل 50 التي تحتفي بالحدث فيقول :"في بداية عام 1965 بدأت الأعمال التنفيذية في موقع المعبدين الضخمين وبدأت معها الجدل عن الجزء الذي سيتم تقطعيه ورفعه أولا وهو الأمر الذي حسمه الخبراء وقتها بأن تكون البداية برأس تمثال رمسيس وكان الخلاف ايضا هل يتم رفع الرأس كاملة أم يتم تقطيعها خشية أي تحدث بها أية شروخ أو انهيارات وتم فعلا تقسيمها حيث رفعت أولا التاج ثم الوجه الأمامي ثم بقية الرأس وكانت لحظة رفع وجه رمسيس لحظة تاريخية اعتبرها من عملوا في المشروع أروع لحظات العمل وأكثرها دلالة علي عظمة ما يتم واعتبرت اليونسكو ذلك اليوم وهو 10 أكتوبر 1965 التدشين الحقيقي لأكبر عملية تعامل مع اثر في تاريخها الممتد لسبعين عما حتى الآن
    كانت عملية نقل معابد أبو سمبل من أصعب عمليات نقل المبانى على مر التاريخ حيث كان التحدى كبيرًا أمام المهندسين المعماريين والأثريين فى نجاحهم بذلك المشروع والذى كان أهم شىء هو الحفاظ على الزوايا الهندسية والحفاظ على ظاهرة تعامد الشمس، وقد تكلف المشروع حينها أكثر من 50 مليون دولار.
    عملية إنقاذ معبد أبو سمبل ، عملية فريدة جداً وتتميز عن عمليات إنقاذ باقي المعابد. فالمعبدين منحوتين في الجبل والإنقاذ تطلب النقل، وهنا تكمن الصعوبة فالنقل لن يكون للمعبدين منفردين، إنما سيشتمل على جزء من الجبل الذي يحتوي عليهما. الهدف الأساسي كان الحفاظ على هيئة المعبدين كما كانا للأجيال القادمة. طرحت العديد من المقترحات لكيفية الإنقاذ وكان الاختيار الأنسب هو تقطيع المعبدين مع جزء من الجبل ونقلهما ومن ثم إعادة تجمعيهم مرة أخرى. وهنا ظهرت العبقرية في استخدام القبة الخراسانية والتي شكلت الجبل الاصطناعي الذي يحتوى على المعبدين، تلك القبة التي تعد أهم عمل هندسي في العالم له علاقة بأثر.
    تمت عملية نقل المعابد خلال عدة مراحل، فكانت المرحلة الأولى بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبين المعبدين، وذلك لحماية المعبد من الغمر فى المياه التى ترتفع بسرعة.
    أما المرحلة الثانية فكانت بتغطية واجهة المعابد بالرمال أثناء قطع الصخور، ثم انتقل المهندسون إلى المرحلة الثالثة بتقطيع كتل المعابد الحجرية ثم ترقيمها حتى يسهل تركيبها بعد النقل.
    التقطيع تم بمهارة فائقة وبطريقة يدوية بمناشير تعاملت معها ايادي العمال المصريين بمهارة اذهلت الجميع وتم فيها تقطيع ما يزيد عن نصف مليون طن من أحجار المعبد الي حوالي 5000 قطعة.
    «ان نفس هذه الايدي العاملة النادرة التي بنت هذه المعابد ونحتت هذه التماثيل تعود اليوم مرة ثانية لتعيد ترميمها وصيانتها، نفس الوجوه السمراء، والأيدي تقطع الصخر»
    تلك هي كلمات الخبراء الألمان وهم يصفون دقة العمال المصريين في تقطيع ونقل معبدي أبو سمبل. لقد شارك تقريباً 2000 عامل ومهندس مصري في عملية الإنقاذ.
    ثم تم نقلها على مكان المعبد الجديد والذى يبعد عن المكان القديم بحوالى 120 مترًا وعلى ارتفاع 60 مترًا عما كان عليه سابقًا.
    وبعد نقل جميع الأحجار من موقعها القديم، تم البدء فى المرحلة الرابعة بتركيبها مرة أخرى بداية من قدس الأقداس أى آخر جزء بالمعابد من الداخل وحتى البوابة الخارجية، كما تم بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعى وفوق المعبدين لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين.
    وبذلك تم نقل معابد أبو سمبل بنجاح ليصبح أحد أكبر مشاريع القرن الماضى لضخامته والدقة التى تطلب تنفيذها للحفاظ على تعامد الشمس

Sort:  

Hi! I am a robot. I just upvoted you! I found similar content that readers might be interested in:
https://www.facebook.com/historical.glimpses/posts/1095722803856086